الطلاق

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهى كلها مدنية آياتها إحدى عشر آية وكلماتها مائتان وسبع وأربعون وحروفها ألف ومائة وسبعون قوله تعالى

١

{ يا أيها النبي } وأمته

{ إذا طلقتم النساء } يقول قل لقومك إذا أردتم أن تطلقوا النساء

{ فطلقوهن لعدتهن } عند طهورهن طواهر من غير جماع

{ وأحصوا العدة } احفظوا طهرهن من ثلاث حيض والغسل منها بانقضاء العدة

{ واتقوا اللّه } اخشوا اللّه

{ ربكم } ولا تطلقوهن غير طواهر بغير السنة

{ لا تخرجوهن من بيوتهن } التى طلقن فيها حتى تنقضى العدة

{ ولا يخرجن } حتى تنقضى العدة

{ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة } إلا أن يجئن بمعصية بينة وهى أن تخرج فى العدة بغير إذن زوجها فاخراجهن فى العدة معصية وخروجهن فى عدتهن معصية ويقال إلا أن يأتين بفاحشة بالزنا مبينة بأربعة شهود فتخرج فترجم

{ وتلك حدود اللّه } هذه أحكام اللّه وفرائضه فى النساء للطلاق من النفقة والسكنى

{ ومن يتعد حدود اللّه } يتجاوز أحكام اللّه وفرائضه ما أمر به من النفقة والسكنى

{ فقد ظلم نفسه } ضر نفسه

{ لا تدري } لا تعلم يعنى به الزوج

{ لعل اللّه يحدث بعد ذلك } بعد التطليقة الواحدة وقبل الخروج من العدة

{ أمرا } حبا ومراجعة

٢

{ فإذا بلغن أجلهن } فاذا انقضت عدتهن من ثلاث قبل أن يغتسلن من الحيضة الثالثة

{ فأمسكوهن } فراجعوهن

{ بمعروف } باحسان قبل الاغتسال وأن يحسن صحبتها ومعاشرتها

{ أو فارقوهن } أو اتركوهن

{ بمعروف } باحسان لا تطولوا عليهن العدة وتؤدوا حقها

{ وأشهدوا } على الطلاق والمراجعة

{ ذوي عدل منكم } رجلين حرين مسلمين عدلين مرضين

{ وأقيموا الشهادة للّه } وقوموا بالشهادة للّه عند الحكام ( ذلكم ) الذى ذكرت من النفقة والسكنى وإقامة الشهادة وغيرها

{ يوعظ به } يؤمر به

{ من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر } بالبعث بعد الموت ويقال نزلت من أول السورة إلى ههنا فى شأن النبى صلى اللّه عليه وسلم حين طلق حفصة وفى ستة نفر من أصحابه ابن عمر وأصحابه طلقوا نساءهم غير طواهر فنهاهم اللّه عن ذلك لأنه لغير السنة وعلمهم طلاق السنة إذا طلقوا نساءهم كيف يطلقون

{ ومن يتق اللّه } عند المعصية فيصبر

{ يجعل له مخرجا } من الشدة ويقال من المعصية إلى الطاعة ويقال من النار إلى الجنة

٣

{ ويرزقه من حيث لا يحتسب } لا يأمل نزلت هذه الآية فى عوف بن مالك الأشجعى الذى أسر العدو ابنا له فجاء بعد ذلك مع إبل كثيرة

{ ومن يتوكل على اللّه } ومن يثق باللّه فى الرزق

{ فهو حسبه } كافيه

{ إن اللّه بالغ أمره } ماض أمره وقضاؤه فى الشدة والرخاء ويقال نافذ أمره وتدبيره

{ قد جعل اللّه لكل شيء } من الشدة والرخاء

{ قدرا } أجلا ينتهى

٤

فلما بين اللّه عدة النساء اللاتى يحضن قام معاذ فقال أرأيت يا رسول اللّه ما عدة النساء اللاتى يئسن من المحيض فنزل

{ واللائي يئسن من المحيض } من الكبر

{ من نسائكم إن ارتبتم } شككتم فى عدتهن

{ فعدتهن } فى الطلاق

{ ثلاثة أشهر } فقام رجل آخر فقال أرأيت يا رسول اللّه فى اللائى لم يحضن للصغر ما عدتهن فنزل

{ واللائي لم يحضن } من الصغر فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر فقام رجل آخر فقال أرأيت يا رسول اللّه ما عدة الحوامل فنزل

{ وأولات الأحمال } يعنى الحبالى

{ أجلهن } عدتهن

{ أن يضعن حملهن } ولدهن

{ ومن يتق اللّه } فيما أمره

{ يجعل له من أمره يسرا } يهون عليه أمره ويقال يرزقه عبادة حسنة فى سريرة حسنة

٥

{ ذلك أمر اللّه } هذه أحكام اللّه وفرائضه

{ أنزله إليكم } بينه لكم فى القرآن

{ ومن يتق اللّه } فيما أمره

{ يكفر عنه سيئاته } يغفر له ذنوبه

{ ويعظم له أجرا } ثوابا فى الجنة

٦

ثم رجع إلى المطلقات فقال

{ أسكنوهن } أنزلوهن يعنى المطلقات يقول للأزواج

{ من حيث سكنتم } من أين سكنتم

{ من وجدكم } من سعتكم على قدر ذلك من النفقة والسكنى

{ ولا تضاروهن } يعنى المطلقات فى النفقة والسكنى

{ لتضيقوا عليهن } بالنفقة والسكنى فتظلموهن بذلك

{ وإن كن } المطلقات

{ أولات حمل } حبالى

{ فأنفقوا عليهن } يعنى الزوج

{ حتى يضعن حملهن } ولدهن

{ فإن أرضعن لكم } الأمهات ولدا لكم

{ فأتوهن } أعطوهن يعنى الأمهات

{ أجورهن } يعنى النفقة على الرضاع

{ وأتمروا بينكم } وأنفقوا يعنى الزوج والمرأة فيما بينكم

{ بمعروف } على أمر معروف من النفقة على الرضاع بغير إسراف وتقتير

{ وإن تعاسرتم } فى النفقة وأبت الأم

{ فسترضع له } للولد

{ أخرى } فتطلب له أخرى غير الأم

٧

{ لينفق } الأب

{ ذو سعة } ذو غنى

{ من سعته } على قدر غناه

{ ومن قدر } قتر

{ عليه رزقه } معيشته

{ فلينفق } على المرضع

{ مما آتاه اللّه } على قدر ما أعطاه اللّه من المال

{ لا يكلف اللّه نفسا } من النفقة على الرضاع

{ إلا ما آتاها } إلا على قدر ما أعطاه من المال

{ سيجعل اللّه بعد عسر } فى النفقة

{ يسرا } بعد الفقر غنى فالمعسر ينتظر الرزق من اللّه

٨

{ وكأين من قرية } وكم من أهل قرية

{ عتت } عصت وأبت

{ عن أمر ربها } عن قبول أمر ربها وطاعة ربها

{ ورسله } عن إجابة الرسل وعما جاءت به الرسل

{ فحاسبناها } فى الآخرة

{ حسابا شديدا وعذبناها } فى الدنيا

{ عذابا نكرا } شديدا مقدم ومؤخر

٩

{ فذاقت وبال أمرها } عقوبة أمرها فى الدنيا بالهلاك

{ وكان عاقبة أمرها } فى الآخرة

{ خسرا } إلى خسران

١٠

{ أعد اللّه لهم } فى ألاخرة

{ عذابا شديدا } غليظا لونا بعد لون

{ فاتقوا اللّه } فاخشوا اللّه

{ يا أولي الألباب } يا ذوى العقول من الناس

{ الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ قد أنزل اللّه إليكم ذكرا 

١١

{ رسولا } ذكرا مع الرسول

{ يتلو عليكم } محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ آيات اللّه } القرآن

{ مبينات } واضحات بينات بالأمر والنهى

{ ليخرج الذين آمنوا } قد أخرج الذين آمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ وعملوا الصالحات } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم

{ من الظلمات إلى النور } من الكفر إلى الإيمان

{ ومن يؤمن باللّه } وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن

{ ويعمل صالحا } خالصا فيما بينه وبين ربه

{ يدخله } فى الآخرة

{ جنات } بساتين

{ تجري من تحتها } من تحت شجرها وغرفها

{ الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن

{ خالدين فيها } مقيمين فى الجنة لا يموتون فيها ولا يخرجون منها

{ أبدا قد أحسن اللّه له رزقا } قد أعد اللّه له ثوابا فى الجنة

١٢

{ اللّه الذي خلق سبع سماوات } بعضها فوق بعض مثل القبة

{ ومن الأرض مثلهن } سبعا ولكنها منبسطة

{ يتنزل الأمر بينهن } يقول تتنزل الملائكة بالوحى والتنزيل والمصيبة من السموات من عند اللّه

{ لتعلموا } لكى تعلموا وتقروا

{ إن اللّه على كل شيء } من أهل السموات والأرضين

{ قدير وأن اللّه قد أحاط بكل شيء علما } أى قد أحاط علمه بكل شىء

ومن السورة التى يذكر فيها التحريم 

﴿ ٠