المدثر

{ بسم اللّه الرحمن الرحيم }

وهى كلها مكية آياتها ست وخمسون وكلماتها مائتان وخمس وخمسون وحروفها ألف وعشرة قوله تعالى

١

{ يا أيها المدثر } يعني به النبى صلى اللّه عليه وسلم قد تدثر بثيابه ونام

٢

{ قم فأنذر } فخوف الناس وادعهم إلى التوحيد

٣

{ وربك فكبر } فعظم عما يقوله عبدة الأوثان

٤

{ وثيابك فطهر } قلبك من الغدر والخيانة والضجر أى كن طاهر القلب ويقال ثيابك فطهر فقصر ويقال وثيابك فطهر من الدنس

٥

{ والرجز فاهجر } المآثم فاترك ولا تقربنه

٦

{ ولا تمنن تستكثر } لا تعط شيئا قليلا فتعطى أفضل من ذلك وأكثر منه فى الدنيا ويقال ولا تمنن بعملك على اللّه تستكثر

٧

{ ولربك } على طاعة ربك وعبادة ربك

{ فاصبر 

٨

{ فإذا نقر في الناقور } فاذا نفخ فى الصور وهى نفخة البعث

٩

{ فذلك يومئذ } يعنى يوم القيامة

{ يوم عسير } شديد

١٠

{ على الكافرين } هوله وعذابه

{ غير يسير } غير هين عليهم

١١

{ ذرني } يا محمد

{ ومن خلقت وحيدا } بلا مال ولا ولد ولا زوج وهذا وعيد من اللّه للوليد بن المغيرة المخزومى

١٢

{ وجعلت له } بعد ذلك

{ مالا ممدودا } كثيرا من كل نوع لم يزل فى الزيادة فكان ماله نحو تسعة آلاف مثقال فضة

١٣

{ وبنين شهودا } حضورا لا يغيبون عنه وكان بنوه عشرة

١٤

{ ومهدت له } المال بعضه على بعض

{ تمهيدا } مثل الفرش بعضها على بعض

١٥

{ ثم يطمع } الوليد

{ أن أزيد } فى ماله وهو يعصينى ويكفر بى

١٦

{ كلا } حقا لا أزيده فلم يزل بعد ذلك فى نقصان ماله

{ أنه } يعنى الوليد بن المغيرة

{ كان لآياتنا عنيدا } لكتابنا ورسولنا عنيدا معرضا مكذبا بهما

١٧

{ سأرهقه صعودا } سأكلفه الصعود على جبل أملس فى النار من الصخرة كلما وضع يده ذاب ثم عاد كما كان ويقال من نحاس يجذب من أمامه ويضرب من خلفه

١٨

{ إنه } يعنى الوليد بن المغيرة

{ فكر } يعنى تفكر فى نفسه فى أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ وقدر } أوله قال حتى إنه ساحر

١٩

{ فقتل } لعن

{ كيف قدر } قوله فى أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم

٢٠

{ ثم قتل } ثم لعن

{ كيف قدر } قوله فى أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم

٢١

{ ثم نظر } فى قوله حتى قال إنه ساحر ويقال نظر إلى أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم حيث قالوا له هلم إلى الخير يا ابن المغيرة

٢٢

{ ثم عبس } كلح وجهه

{ وبسر } قبض جبينه

٢٣

{ ثم أدبر } عن أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى أهله

{ واستكبر } تعظم عن الإيمان أن يجيبهم

٢٤

{ فقال إن هذا } ما هذا الذى يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ إلا سحر يؤثر } يأثره ويرويه عن مسيلمة الكذاب الذى يكون باليمامة ويقال عنى به جبرا ويسارا

٢٥

{ إن هذا } ما هذا الذى يقول محمد صلى اللّه عليه وسلم

{ إلا قول البشر } قول جبر ويسار

٢٦

{ سأصليه } سأدخله فى الآخرة يعنى الوليد بن المغيرة

{ سقر } وهو الباب الرابع من النار

٢٧

{ وما أدراك } يا محمد

{ ما سقر 

٢٨

{ لا تبقي } لهم لحما إلا أكلته

{ ولا تذر } إذا أعيدوا خلقا جديدا أكلتهم أيضا

٢٩

{ لواحة للبشر } شواهة لأبدانهم ويقال مسودة لوجوههم

٣٠

{ عليها } على النار

{ تسعة عشر } ملكا خزان النار

٣١

{ وما جعلنا أصحاب النار } ما سلطنا على أهل النار

{ إلا ملائكة } يعنى الزبانية

{ وما جعلنا عدتهم } ما ذكرنا قلتهم قلة خزان

{ إلا فتنة } بلية

{ للذين كفروا } كفار مكة يعنى أبا الأشد بن أسيد بن كلدة حيث قال أنا أكفيكم سبعة عشر تسعة على ظهرى وثمانية على صدرى فاكفوا أنتم على اثنين

{ ليستيقن } لكي يستيقن

{ الذين أوتوا الكتاب } أعطوا الكتاب التوراة يعنى أبا عبد اللّه بن سلام وأصحابه لأن فى كتابهم كذلك عدة خزان النار

{ ويزداد الذين آمنوا إيمانا } يقينا إذا علموا أن ما فى كتابنا مثل ما فى التوراة

{ ولا يرتاب الذين } لا يشك الذين

{ أوتوا الكتاب } عبد اللّه ابن سلام وأصحابه إذا لم يكن خلاف ما فى كتابهم التوراة

{ والمؤمنون } أيضا إذ لم يكن خلاف ما فى التوراة

{ وليقول } لكى يقول

{ الذين في قلوبهم مرض } شك ونفاق

{ والكافرون } يعنى اليهود والنصارى ويقال كفار مكة

{ ماذا أراد اللّه بهذا مثلا } بهذا المثل إذ ذكر قلة الملائكة

{ كذلك } هكذا

{ يضل اللّه من يشاء } بهذ المثل من كان أهلا لذلك

{ ويهدي من يشاء } بهذا المثل من كان أهلا لذلك

{ وما يعلم جنود ربك } من الملائكة

{ إلا هو وما هي } يعنى سقر

{ إلا ذكرى للبشر } عظة للخلق أنذرتهم

٣٢

{ كلا والقمر } أقسم بالقمر

٣٣

{ والليل إذ أدبر } ذهب

٣٤

{ والصبح إذا أسفر } أقبل ويقال استضاء

٣٥

{ إنها } يعنى سقر

{ لإحدى الكبر } باب من أبواب النار منها جهنم وسقر ولظى والحطمة والسعير والجحيم والهاوية

٣٦

{ نذيرا للبشر } أنذرتهم ويقال محمد صلى اللّه عليه وسلم نذير للبشر يرجع إلى أول السورة إلى قوله قم فأنذر نذير للبشر مقدم ومؤخر

٣٧

{ لمن شاء منكم أن يتقدم } إلى خير فيؤمن

{ أو يتأخر } عن شر فيترك ويقال أو يتأخر عن خير فيكفر وهذا وعيد لهم

٣٨

{ كل نفس } كافرة

{ بما كسبت } فى الكفر

{ رهينة } مرتهنة فى النار أبدا

٣٩

{ إلا أصحاب اليمين } أهل الجنة فانهم ليسوا كذلك ولكنهم

٤٠

{ في جنات } فى بساتين

{ يتساءلون 

٤١

{ عن المجرمين } يسألون أهل النار ويقولون يا فلان

٤٢

{ ما سلككم } ما الذى أدخلكم

{ في سقر }

٤٣

{ قالوا } يعنى أهل النار

{ لم نك من المصلين } من أهل الصلوات الخمس المسلمين

٤٤

{ ولم نك نطعم المسكين } لم نحث على صدقة المساكين ولم نك من أهل الزكاة والصدقة

٤٥

{ وكنا نخوض مع الخائضين } مع أهل الباطل

٤٦

{ وكنا نكذب بيوم الدين } بيوم الحساب أن لا يكون

٤٧

{ حتى أتانا اليقين } الموت

٤٨

{ فما تنفعهم } يقول اللّه لا تنالهم

{ شفاعة الشافعين } يعنى شفاعة الملائكة والأنبياء والصالحين

٤٩

{ فما لهم } لأهل مكة

{ عن التذكرة } عن القرآن

{ معرضين } مكذبين به

٥٠

{ كأنهم حمر مستنفرة } مذعورة ويقال ذاعرة إن قرأت بخفض الفاء

٥١

{ فرت من قسورة } من أسد ويقال من الرماة ويقال من عصبة الرجال

٥٢

{ بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى } يعطى

{ صحفا منشرة } كتابا فيه جرمه وتوبته حيث قالوا ائتنا بكتاب فيه جرمنا وتوبتنا حتى نؤمن بك

٥٣

{ كلا } حقا لا يعطى ذلك

{ بل لا يخافون الآخرة } عذاب الآخرة

٥٤

{ كلا } حقا يا محمد

{ أنه } يعنى القرآن

{ تذكرة } عظة من اللّه

٥٥

{ فمن شاء ذكره } فمن شاء اللّه أن يتعظ بالقرآن اتعظ

٥٦

{ وما يذكرون } ما يتعظون

{ إلا أن يشاء اللّه هو أهل التقوى } أهل أن يتقى فلا يعصى

{ وأهل المغفرة } أهل أن يغفر لمن اتقى وتاب أهل المغفرة إذا قامت القيامة 

ومن السورة التى يذكر فيها القيامة

﴿ ٠