النازعات{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها خمس وأربعون وكلماتها مائة وثلاث وسبعون وحروفها تسعمائة وثلاثة وخمسون قوله تعالى ١{ والنازعات } يقول أقسم اللّه بالملائكة الذين ينزعون نفوس الكافرين { غرقا } غرقت نفسه فى صدره وهى أرواح الكافرين ٢{ والناشطات } وأقسم بالملائكة الذين ينشطون نفوس الكافرين بالكرب والغم { نشطا } كنشط السفود كثير الشعب من الصوف ويقال هى أرواح المؤمنين تنشط بالخروج إلى الجنة ٣{ والسابحات سبحا } وأقسم بالملائكة الذين ينزعون نفوس الصالحين يسلونها سلا رقيقا رويدا ثم يتركونها حتى تستريح ويقال أراوح المؤمنين ٤{ فالسابقات سبقا } وأقسم بالملائكة الذين يسبقون بأرواح المؤمنين إلى الجنة وأرواح الكافرين إلى النار ويقال هى أرواح المؤمنين تسبق إلى الجنة ٥{ فالمدبرات أمرا } وأقسم بالملائكة الذين يدبرون أمور العباد يعنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ويقال والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا كل هؤلاء النجوم فالمدبرات أمرا هم الملائكة ويقال والنازعات غرقا هي قسى الغزاة والناشطات نشطا هي أوهاق الغزاة والسابحات سبحاهى سفن غزاة البحر والسابقات سبقا هى خيول الغزاة فالمدبرات أمرا هم قواد الغزاة ويقال والسابحات سبحا هى الشمس والقمر والليل والنهار أقسم اللّه بهؤلاء الأشياء أن النفختين لكائنتان بينهما أربعون سنة ثم بينهما فقال ٦{ يوم ترجف الراجفة } وهى النفخة الأولى يتزلزل كل شىء ٧{ تتبعها الرادفة } وهى النفخة الاخيرة ٨{ قلوب يومئذ } يوم القيام { واجفة } خائفة ٩{ أبصارها خاشعة } ذليلة ١٠{ يقولون } كفار مكة النضر بن الحارث وأصحابه { أئنا لمردودون في الحافرة } إلى الدنيا ويقال من القبور ١١{ أئذا كنا عظاما نخرة } ناخرة بالية ويقال ميتة إن قرأت بالألف كيف يبعثنا فقال لهم النبى صلى اللّه عليه وسلم بلى يبعثكم ١٢{ قالوا تلك إذا كرة خاسرة } رجعة خائبة لا تكون فقال اللّه ١٣{ فإنما هي زجرة واحدة } نفخة واحدة لا تثنى وهى نفخة البعث ١٤{ فإذا هم بالساهرة } على وجه الأرض ويقال بأرض المحشر ١٥{ هل أتاك } يا محمد استفهاما منه يعنى قد أتاك ويقال ما أتاك ثم أتاك { حديث موسى } خبر موسى ١٦{ إذ ناداه ربه } دعاه ربه { بالواد المقدس } المطهر { طوى } اسم الوادى وإنما سمى طوى لكثرة ما مشت عليه الأنبياء ويقال قد طوى ويقال طأ يا موسى هذا الوادى بقدميك لخيره وبركته ١٧{ اذهب } يا موسى { إلى فرعون إنه طغى } علا وتكبر وكفر باللّه ١٨{ فقل هل لك } يا فرعون { إلى أن تزكى } تصلح وتسلم فتوحد باللّه ١٩{ وأهديك } وأدعوك { إلى ربك فتخشى } منه فتسلم ٢٠{ فأراه } موسى { الآية الكبرى } العلامة العظمى اليد والعصا ٢١{ فكذب } وقال ليس هذا من اللّه { وعصى } لم يقبل ٢٢{ ثم أدبر } أعرض عن الإيمان ويقال عن موسى { يسعى } يعمل فى أمر موسى ويقال أسرع إلى أهله ٢٣{ فحشر } قومه بالشرط { فنادى } فخطبهم ٢٤{ فقال } لهم { أنا ربكم الأعلى } أنا ربكم ورب أصنامكم الأعلى فلا تتركوا عبادتها ٢٥{ فأخذه اللّه } فعاقبه اللّه { نكال الآخرة والأولى } عقوبة الدنيا بالغرق وعقوبة الآخرة بالنار ويقال عاقبه اللّه بكلمته الأولى والأخرى وكلمته الأولى قوله ما علمت لكم من إله غيرى وكلمته الأخرى قوله أنا ربكم الأعلى وكان بينهما أربعون سنة ٢٦{ إن في ذلك } فيما فعلنا بهم بفرعون وقومه { لعبرة } لعظة { لمن يخشى } لمن يخاف ما صنع بهم ٢٧{ أأنتم } يا أهل مكة { أشد خلقا } بعثا وأحكم صنعة { أم السماء بناها ٢٨{ رفع سمكها } سقفها { فسواها } على الأرض ٢٩{ وأغطش ليلها } أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } أبرز نهارها وشمسها ٣٠{ والأرض بعد ذلك دحاها } مع ذلك بسطها على الماء ويقال بعد ذلك بسطها على الماء بألفى سنة ٣١{ اخرج منها } من الأرض { ماءها } الجارى والغائر { ومرعاها } كلأها ٣٢{ والجبال أرساها } أوتدها ٣٣{ متاعا لكم } منفعة لكم { ولأنعامكم } الماء والكلأ ٣٤{ فإذا جاءت الطامة الكبرى } وهى قيام الساعة طمت وعلت على كل شىء فليس فوقها شىء ٣٥{ يوم يتذكر الإنسان } يتعظ ويعلم الكافر النضر وأصحابه { ما سعى } الذى عمل فى كفره ٣٦{ وبرزت الجحيم } أظهرت الجحيم { لمن يرى } لمن يجب له دخولها ٣٧{ فأما من طغى } علا وتكبر وكفر باللّه هو النضر بن الحارث بن علقمة ٣٨{ وآثر الحياة الدنيا } اختار الدنيا على الآخرة والكفر على الإيمان ٣٩{ فإن الجحيم هي المأوى } مأوى من كان هكذا ٤٠{ وأما من خاف } عند المعصية { مقام ربه } مقامه بين يدى ربه فانتهى عن المعصية { ونهى النفس عن الهوى } عن الحرام الذى يشتهيه وهو مصعب بن عمير ٤١{ فإن الجنة هي المأوى } مأوى من كان هكذا ٤٢{ يسألونك } يا محمد كفار مكة { عن الساعة } عن قيام الساعة { أيان مرساها } متى قيامها إنكار منهم لها ٤٣{ فيم أنت من ذكراها } ما أنت وذاك أن تذكرها لهم ٤٤{ إلى ربك منتهاها } منتهى علم قيامها ٤٥{ إنما أنت منذر } رسول مخوف بالقرآن { من يخشاها } من يخاف قيامها ٤٦{ كأنهم يوم يرونها } يعنى الساعة { لم يلبثوا } فى القبور فى الدنيا { إلا عشية } قدر عشية { أو ضحاها } أو قدر غدوة من أول النهار ومن السورة التى يذكر فيها الأعمى |
﴿ ٠ ﴾