عبس{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها أربعون وكلماتها مائة وثلاث وثلاثون وحروفها خمسمائة وثلاثة وثلاثون قوله تعالى ١{ عبس } يقول كلح محمد صلى اللّه عليه وسلم وجهه { وتولى } أعرض بوجهه ٢{ أن جاءه الأعمى } إذ جاءه عبد اللّه ابن أم مكتوم وهو عبد اللّه بن شريح وأم مكتوم كانت أم أبيه وذلك أن النبى صلى اللّه عليه وسلم كان جالسا مع ثلاثة نفر من أشراف قريش منهم العباس بن عبد المطلب عمه وأمية بن خلف الجمحى وصفوان ابن أمية وكانوا كفارا فكان النبى صلى اللّه عليه وسلم يعظهم ويدعوهم إلى الإسلام فجاء ابن أم مكتوم فقال يا رسول اللّه علمنى مما علمك اللّه فأعرض النبى صلى اللّه عليه وسلم بوجهه عنه اشتغالا بهؤلاء النفر فنزل فيه عبس كلح محمد صلى اللّه عليه وسلم بوجهه وتولى أعرض بوجهه عن عبد اللّه أن جاءه الأعمى ابن أم مكتوم ٣{ وما يدريك } يا محمد { لعله } أى الأعمى { يزكي } يصلح بالقرآن ٤{ أو يذكر } يتعظ بالقرآن { فتنفعه الذكرى } أى العظة بالقرآن ويقال وما يدريك يا محمد لعله يزكى أن لا يصلح أو يذكر أو لا يتعظ فتنفعه الذكرى أو لا تنفعه أى العظة ٥{ أما من استغنى } عن اللّه فى نفسه وهم هؤلاء الثلاثة ٦{ فأنت له تصدى } تقبل عليه بوجهك ٧{ وما عليك ألا يزكى } ألا يوحد هؤلاء الثلاثة ٨{ وأما من جاءك يسعى } يسرع فى الخير ٩{ وهو يخشى } من اللّه وهو مسلم وكان قد أسلم قبل ذلك ابن أم مكتوم ١٠{ فأنت عنه } يا محمد { تلهى } تعرض مشتغلا بهؤلاء الثلاثة ١١{ كلا } لا تفعل هكذا يقول لا تقبل على الذى استغنى عن اللّه فى نفسه وتعرض عمن يخشى اللّه فكان النبى صلى اللّه عليه وسلم يكرم ابن أم مكتوم بعد ذلك ويحسن إليه كلا حقا { إنها } يعنى هذه السورة { تذكرة } عظة من اللّه للغنى والفقير ١٢{ فمن شاء ذكره } فمن شاء اللّه له أن يتعظ اتعظ ١٣{ في صحف } يقول القرآن مكتوب فى كتب من آدم { مكرمة } كريمة على اللّه ١٤{ مرفوعة } مرتفعة فى السماء { مطهرة } من الأدناس والشرك ١٥{ بأيدي سفرة } كتبة ١٦{ كرام } هم كرام على اللّه مسلمون { بررة } صدقة وهم الحفظة أهل السماء الدنيا ١٧{ قتل الإنسان } لعن الكافر عتبة بن أبى لهب { ما أكفره } ما الذى أكفره باللّه وبنجوم القرآن يعنى وبالنجم إذا هوى ويقال ما أشد كفره ١٨{ من أي شيء خلقه } يقول فليتفكر فى نفسه من أى شىء خلقه نسمة ١٩ثم بين له فقال { من نطفة خلقه } نسمة { فقدره } قدر خلقه باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء ٢٠{ ثم السبيل يسره } طريق الخير والشر بينه ويقال سبيل الرحم يسره بالخروج ٢١{ ثم أماته } بعد ذلك { فأقبره } فأمر به فقبر ٢٢{ ثم إذا شاء أنشره } بعثه من القبر ٢٣{ كلا } حقا يا محمد { لما } لم { يقض } والألف ههنا صلة لم يزد { ما آمره } الذى أمره اللّه من التوحيد وغيره ٢٤{ فلينظر الإنسان } فليتفكر الكافر عتبة بن أبى لهب { إلى طعامه } فى رزقه الذى يأكله كيف يحول من حال إلى حال حتى يأكله ٢٥ثم بين له تحويله فقال { أنا صببنا الماء صبا } يعنى المطر على الأرض صبا ٢٦{ ثم شققنا } صدعنا { الأرض شقا } صدعا بالنبات ٢٧{ فأنبتنا فيها } فى الأرض { حبا } الحبوب كلها ٢٨{ وعنبا } يعنى الكروم { وقضبا } قتا ويقال هو الرطبة ٢٩{ وزيتونا } شجرة الزيتون { ونخلا } يعنى النخيل ٣٠{ وحدائق } ما أحيط عليها من الشجر والنخيل { غلبا } غلاظا طوالا ٣١{ وفاكهة } وألوان الفاكهة { وأبا } يعنى الكلأ ويقال وهو التبن ٣٢{ متاعا لكم } منفعة الحبوب وغيرها { ولأنعامكم } الكلأ ٣٣{ فإذا جاءت الصاخة } وهو قيام الساعة صاح وخضع وأنقاد وأجاب لها كل شيء وتذل الخلائق ويعلمون أنها كائنة ٣٤ثم بين متى تكون فقال { يوم يفر المرء } المؤمن { من أخيه } الكافر ٣٥{ وأمه } ويفر من أمه { وأبيه } ويفر من أبيه ٣٦{ وصاحبته } ويفر من زوجته { وبنيه } ويفر من بنيه ويقال يفر هابيل من قابيل ومحمد صلى اللّه عليه وسلم من امه آمنة وإبراهيم من أبيه ولوطا من زوجته واعلة ونوح من ابنه كنعان ٣٧{ لكل امرئ منهم يومئذ } يوم القيامة { شأن يغنيه } عمل يشغله عن غيره ٣٨{ وجوه } وجوه المؤمنين المصدقين في إيمانهم { يومئذ } يوم القيامة { مسفرة } مشرقة برضا اللّه عنها ٣٩{ ضاحكة } معجبة بكرامة اللّه لها { مستبشرة } مسرورة بثواب اللّه ٤٠{ ووجوه } وجوه المنافقين والكفار { يومئذ } يوم القيامة { عليها غبرة } غبار ٤١{ ترهقها } تعلوها وتغشاها { قترة } كآبة وكسوف ٤٢{ أولئك } أهل هذه الصفة { هم الكفرة } باللّه { الفجرة } الكذبة على اللّه ومن السورة التى يذكر فيها إذا الشمس كورت حرفا |
﴿ ٠ ﴾