العاديات{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مكية آياتها إحدى عشرة وكلماتها أربعون وحروفها مائة وثلاثة وستون قوله تعالى ١{ والعاديات ضبحا } وذلك أن النبى صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية إلى بنى كنانة فأبطأ عليه خبرهم فاغتم بذلك النبى صلى اللّه عليه وسلم فأخبر اللّه نبيه عن ذلك على وجه القسم فقال العاديات ضبحا يقول أقسم اللّه بخيول الغزاة ضبحت أنفاسهن من العدو ٢{ فالموريات قدحا } يورين النار بحوافرهن قدحا كالقادح لا ينتفع بنارها كما لا ينتفع بنار أبى حباحب وكان أبو حباحب رجلا من العرب أبخل الناس ممن يكون فى العساكر لا يوقد نارا أبدا للخبز ولا لغيره حتى ينام كل ذى عين ثم يوقدها فاذا أيقظ أحد أطفأها لكى لا ينتفع بها ٣{ فالمغيرات صبحا } فأغرن عند الصباح ٤{ فأثرن به } هيجن بحوافرهن ويقال بعدوهن { نفعا } غبارا ترابا ٥{ فوسطن به } بعدوهن { جمعا } جمع العدو ولها وجه آخر والعاديات يقول أقسم اللّه بخيول الحجاج وإبلهم وإذا رجعن من عرفة إلى مزدلفة ضبحا ضبحت أنفاسهن فالموريات قدحا يورين النار بالمزدلفة فهن الموريات ويقال فالموريات قدحا فالمنجيات عملا وهو الحج فالمغيرات صبحا إذا رجعن من المزدلفة إلى منى غدوة فهن المغيرات فأثرن به بالمكان نقعا ترابا فوسطن به بعدوهن جمعا أقسم اللّه بهؤلاء الأشياء ٦{ إن الإنسان } يعنى الكافر وهو قرط بن عبد اللّه بن عمرو ويقال أبو حباحب { لربه لكنود } يقول بنعمة ربه لكفور بلسان كندة ويقال بربه عاص بلسان حضرموت ويقال بخيل بلسان بنى مالك بن كنانة ويقال الكنود الذى يمنع رفده ويجيع عبده ويأكل وحده ولا يعطى النائية فى قومه ٧{ وإنه على ذلك لشهيد } واللّه على صنعه لحافظ ٨{ وإنه } يعنى قرطا { لحب الخير لشديد } يقول يحب المال الكثير حبا شديدا ٩{ أفلا يعلم } قرط ويقال أبو حباحب { إذا بعثر ما في القبور } أخرج ما فى القبور من الأموات ١٠{ وحصل ما في الصدور } بين ما فى القلوب من الخير والشر والبخل والسخاوة ١١{ إن ربهم بهم } وبأعمالهم { يومئذ } يوم القيامة { لخبير } لعالم ومن السورة التى يذكر فيها القارعة |
﴿ ٠ ﴾