تفسير التستري

ابو محمد سهل بن عبدللّه التستري

من أهل السنة الصوفية

(ت ٢٨٣ هـ ٨٩٧ م)

سورة الفاتحة

١

فصل في قوله

بسم اللّه الرحمن الرَّحِيمِ

قال أبو بكر : سئل سهل عن معنى : { بسم اللّه الرحمن الرَّحِيمِ } فقال :

الباء بَهاء اللّه عزَّ وجلَّ : والسين سناء اللّه عزَّ وجلَّ . والميم مجد اللّه عزَّوجلَّ .

واللّه : هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها ، وبين الألف واللام منه حرف مكنى غيب من غيب إلى غيب ، وسر من سر إلى سر ، وحقيقة من حقيقة إلى حقيقة . لا ينال فهمه إلاَّ الطاهر من الأدناس ، الآخذ من الحلال قواماً ضرورة الإيمان .

والرحمن : اسم فيه خاصية من الحرف المكنى بين الألف واللام .

والرحيم : هو العاطف على عباده بالرزق في الفرع والابتداء في الأصل رحمة لسابق علمه القديم .

قال أبو بكر : أي بنسيم روح اللّه اخترع من ملكه ما شاء رحمة لأنه رحيم . وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : ( الرحمن الرحيم ) اسمان رقيقان أحدهما أرقُّ من الآخر ، فنفى اللّه تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده .

﴿ ١