٥

قوله عزَّ وجلَّ : { أولئك على هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ } [ ٥ ] أي بيان من ربهم بنور هدايته القلوب مشاهدة له ، وسكوناً إليه من نوره الذي أفردهم به في سابق علمه ، فلا ينطقون إلاَّ بالهدى ، ولا يبصرون إلاَّ إلى الهدى ، فالذين به اهتدوا غير مفارق لهم ، فكانوا بذلك مشاهدين لأنهم غير غائبين عنه ، ولو سئلوا عنه أخبروا ، ولو أرادوا لسبقت الأشياء إرادتهم ، فهم المفلحون ، وهم المرشدون إلى الهدى والفلاح بهدايته لهم ، والباقون في الجنة مع بقاء الحق عزَّ وجلَّ . قال سهل : ولقد بلغني أن اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا دواد ، انظر لا أفوتك أنا ، فيفوتك كل شيء ، فإني خلقت محمداً صلى اللّه عليه وسلم لأجلي ، وخلقت آدم عليه السلام لأجله ، وخلقت عبادي المؤمنين لعبادتي ، وخلقت الأشياء لأجل ابن آدم ، فإذا اشتغل بما خلقته من أجله حجبته عما خلقته من أجلي .

﴿ ٥