٢٥٧

قال سهل في قول اللّه تعالى : { اللّه وَلِيُّ الذين آمَنُوا } [ ٢٥٧ ] أي ولاية الرضا فهو المتولي لهم بما سبق لهم من هدايته ومعرفته إياهم على توحيده وذلك لعلمه بتبرئهم من كل سبب إلا من خالفهم فأخرجوا من الظلمات إلى النور ومن الكفر والضلالة والمعاصي والبدع إلى الإيمان وهو النور الذي أثبته الحق عزَّ وجلَّ في قلوبهم وهو نور بصيرة اليقين الذي به يستبصرون التوحيد والطاعة له فيما أمر ونهى { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللّه لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ } [ النور : ٤٠ ] قوله عزَّ وجلَّ :

{ والذين كفروا أَوْلِيَآؤُهُمُ الطاغوت } [ ٢٥٧ ] أي الشيطان . قال سهل : ورأس الطواغيت كلها النفس الأمارة بالسوء ، لأن الشيطان لا يقدر على الإنسان إلاَّ من طريق هوى النفس ، فإن أحس منها بما تهم به ألقى إليها الوسوسة .

﴿ ٢٥٧