٩٢ وسئل عن قوله : { لَن تَنَالُوا البر حتى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } [ ٩٢ ] أي لن تبلغوا التقوى كلها حتى تحاربوا أنفسكم ، فتنفقوا بعض ما تحبون ، ولا إنفاق كإنفاق النفس في مخالفتها وطلب مرضاة اللّه عزَّ وجلَّ . وحكي عن عيسى عليه السلام مر بثلاثة نفر نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الخوف من خالقنا ، والحذر من عقوبة عصياننا فقال : حق على اللّه أن يؤمن الخائف . قال : فجاوزهم إلى ثلاثة هم أشد نحولاً ، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الشوق إلى ربنا . فقال : حق على اللّه أن يعطيكم ما رجوتم . فجاوزهم إلى ثلاثة نفر هم أشد نحولاً ، كأن وجوههم البدور ، قال : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الحب قال : أنتم المقربون ثلاثاً ، فمن أحب اللّه تعالى فهو المقرب ، لأن من أحب شيئاً تسارع إليه ، فالمرتبة الأولى مرتبة التوابين ، والمرتبة الثانية مرتبة المشتاقين ، ثم يبلغ العبد المرتبة الثالثة ، وهي المحبة ، ألا ترون أنهم كيف اتفقوا كلهم فيمن الكل له ، وأعرضوا عن الكل إلى من له الكل؟ . |
﴿ ٩٢ ﴾