١٦٠

قوله : { إِن يَنصُرْكُمُ اللّه فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الذي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } [ ٦٠ ] قال : الخذلان هو غاية الترك ، وأما الترك فإن صاحبه يذنب وهو مقر بذنبه ، فإذا أذنب على أنه ديانة فهو الخذلان ، وهو عقوبة اللّه تعالى صاحب الخذلان لأنه أقامه على ذنبه مع علمه به وتسويفه بالتوبة ، ألا ترى أن إبليس لما أبى وأصر عليه بعد الإباء خذله اللّه بعلمه السابق فيه ، لأنه أراد منه ما علم ولم يرد منه ما أمره به ، وآدم عليه السلام لما لم يكن بالترك مخذولاً أقر بالذنب بعد إتيانه ورجع إلى ربه جل وعز ، فقبل توبته .

﴿ ١٦٠