٥٣ قوله تعالى : { وَمَآ أُبَرِّىءُ نفسي إِنَّ النفس لأَمَّارَةٌ بالسواء } [ ٥٣ ] قال : إن النفس الأمارة هي الشهوة ، وهي موضع الطبع ، { إِلاَّ مَا رَحِمَ ربي } [ ٥٣ ] موضع العصمة ، والنفس المطمئنة هي نفس المعرفة ، وأن اللّه تعالى خلق النفس وجعل طبعها الجهل ، وجعل الهوى أقرب الأشياء إليها ، وجعل الهوى الباب الذي منه تدخل هلاك الخلق . فسئل سهل عن معنى الطبع ، وعما يوجب العصمة عنه . فقال : طبع الخلق على أربع طبائع : أولها طبع البهائم البطن والفرج والثاني طبع الشياطين اللعب واللّهو ، والثالث طبع السحرة المكر والخداع ، والرابع طبع الأبالسة الإباء والاستكبار . فالعصمة من طبع البهائم الإيمان ، والسلامة من طبع الشياطين التسبيح والتقديس وهو طبع الملائكة ، والسلامة من طبع السحرة الصدق والنصيحة والإنصاف والتفضل ، والسلامة من طبع الأبالسة الالتجاء إلى اللّه تعالى بالتضرع والصراخ ، وطبع العقل العلم ، وطبع النفس الجهل ، وطبع الطبع الدعوى . |
﴿ ٥٣ ﴾