سورة النور١ قوله تعالى : { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا } [ ١ ] أي جمعناها وبينا حلالها وحرامها . ٢٢ قوله تعالى : { وَلْيَعْفُوا وليصفحوا } [ ٢٢ ] يعني وليعفوا عن ظلم الناس لهم . وحكي عن سفيان الثوري أنه قال : أوحى اللّه تعالى إلى عزير أنك إن لم تطب نفساً أن تكون مضغة في أفواه الآدميين ، لم أكتبك عندي من المتواضعين . قال : فقال : عزير : إلهي ، فما علامة من صافيته في مودتك . فقال : أقنعه بالرزق اليسير ، وأحركه للخطر العظيم ، قليل المطعم ، كثير البكاء ، يستغفرني بالأسحار ، ويبغض فيَّ الفجار . ٢٦ قوله : { الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ } [ ٢٦ ] قال : الخبيثات القلوب من النساء للخبيثي القلوب من الرجال ، والخبيثو القلوب من الرجال للخبيثات القلوب من النساء . ٣٠ قوله : { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } [ ٣٠ ] أي غضوا أبصاركم عن محارم اللّه تعالى ، هو عن النظر من غير غيرة . وروي عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : ( اضمنوا لي ستة أضمن لكم الجنة ، أصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدّوا إلى ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ) وحكي عن ابن عمر رضي اللّه عنه أنه سئل : أكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلتفت في الصلاة؟ قال : ولا في غير الصلاة . ٣١ قوله : { وتوبوا إِلَى اللّه جَمِيعاً أَيُّهَ المؤمنون } [ ٣١ ] قيل : ما التوبة؟ قال : أن تبدل بدل الجهل العلم وبدل النسيان الذكر وبدل المعصية الطاعة . ٣٥ قوله تعالى : { اللّه نُورُ السماوات والأرض } [ ٣٥ ] يعني مزين السماوات والأرض بالأنوار ، { مَثَلُ نُورِهِ } [ ٣٥ ] يعني مثل نور محمد صلى اللّه عليه وسلم . قال الحسن البصري : عنى بذلك قلب المؤمن وضياء التوحيد ، لأن قلوب الأنبياء صلوات اللّه عليهم أنور من أن توصف بمثل هذه الأنوار ، وقال : النور مثل نور القرآن مصباح ، المصباح سراجه المعرفة وفتيلته الفرائض ودهنه الإخلاص ونوره نور الاتصال . فكلما ازداد الإخلاص صفاء ، ازداد المصباح ضياء ، وكلما ازداد الفرائض حقيقة ازداد المصباح نوراً . ٣٧ قوله : { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القلوب والأبصار } [ ٣٧ ] ، يعني يوم البعث تتقلب فيه القلوب والأبصار حالاً بعد حال لا يدومون على حال ، فالمؤمن الذي يخاف هذا اليوم . وقد حكي عن الحسن أنه قال : ذكر عنده أن رجلاً يخرج من النار بعد ألف عام ، فقال الحسن : يا ليتني أنا هو . وحكي عن عون بن عبداللّه أنه قال : أوصى لقمان ابنه قال : يا بني ارجُ اللّه رجاء لا تأمن فيه مكره ، وخَف اللّه تعالى خوفاً لا تيأس فيه من رحمته . فقال : كيف أستطيع ذلك ولي قلب واحد؟ فقال : يا بني إن المؤمن لذو قلبين : قلب يرجو اللّه به ، وقلب يخافه به ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾