سورة الشّعراء٣ قوله تعالى : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [ ٣ ] قال : أي مهلك نفسك باتباع المراد في هدايتهم ، وقد سبق الحكم منا بما يكون من إيمان المؤمن وكفر الكافر ، فلا تغيير ولا تبديل ، وباطن ذلك أنك شغلت نفسك عنا بالاشتغال بهم حرصاً على إيمانهم ، ما عليك إلا البلاغ ، فلا يشغلك الحزن في أمرهم عنا . ٥ قوله : { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرحمن مُحْدَثٍ } [ ٥ ] قال : أي ما أحدث لهم من علم القرآن الذي لم يكونوا يعلمونه من قبل ، وهو النزول ، إلا أعرضوا عنه ، ليس أن يكون الذكر في نفسه محدثاً ، لأنه من صفات ذات الحق ، ليس بمكون ولا مخلوق . ٧٨ قوله : { الذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } [ ٧٨ ] قال : الذي خلقني لعبوديته يهديني إلى قربه . ٧٩ قوله : { والذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } [ ٧٩ ] قال : يطعمني لذة الإيمان ، ويسقيني شراب التوكل والكفاية . ٨٠ قوله : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [ ٨٠ ] قال : يعني إذا تحركت بغيره لغيره عصمني ، وإذا ملت إلى شهوة من الدنيا منعها عني . ٨١ قوله : { والذي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [ ٨١ ] قال : الذي يميتني بالغفلة ثم يحييني بالذكر . ٨٢ قوله : { والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين } أخرج كلامه على شروط الأدب بين الخوف والرجاء ، ولم يحكم عليه بالمغفرة . ٨٤ قوله تعالى : { واجعل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } [ ٨٤ ] قال : ارزقني الثناء في جميع الأمم والملأ . ٨٩ قوله عزّ وجلّ : { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللّه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ ٨٩ ] قال : الذي سلم من البدع مفوض إلى اللّه أمره راضٍ بقدر اللّه . ٢١٢ قوله تعالى : { إِنَّهُمْ عَنِ السمع لَمَعْزُولُونَ } [ ٢١٢ ] قال : يعني عن استماع القرآن والفهم في محل الأوامر والنواهي . ٢١٤ قوله : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين } [ ٢١٤ ] قال : خوّف الأقرب منك واخفض جناحك للأبعدين ، دلَّهم علينا بألطف الدلالات ، وأخبرهم بأني جواد كريم . ٢٢٧ قوله تعالى : { إِلاَّ الذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات وَذَكَرُوا اللّه كَثِيراً } [ ٢٢٧ ] قال : خلق اللّه تعالى السر وجعل حياته في ذكره ، وخلق الظاهر وجعل حياته في حمده وشكره ، وجعل عليهما الحقوق ، وهي الطاعة ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾