سورة القصص٨ قوله تعالى : { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [ ٨ ] أي رفعوه ليكون لهم فرحاً وسروراً ولم يعلموا ، إنما أضمرت القدرة فيه من تصييره لهم عدواً وحزناً . ١٠ قوله تعالى : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فَارِغاً } [ ١٠ ] أي فارغاً من ذكر غير اللّه ، اعتماداً على وعد اللّه : { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ } [ القصص : ٧ ] . ١١ قوله تعالى : { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ ١١ ] أي عن بعد عن مشاهدة عيننا فيه . ٢٤ قوله : { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [ ٢٤ ] رجع إلى اللّه بالافتقار والتضرع ، فقال : إني لما دعوتني من جميل إحسانك على الدوام ، فقير إلى شفقتك ، ونظرك إلي بعين الرعاية والكلاءة ، فردني من وحشة المخالفين إلى أنس الموافقين ، فرزقه اللّه صحبة شعيب صلوات اللّه عليهما وأولاده . ٦٠ قوله تعالى : { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحياة الدنيا } [ ٦٠ ] قال : من أخذ من الدنيا بشهوة منه حرمه اللّه في الدنيا والآخرة ما هو خير منها ، ومن أخذ منها لضرورة دخلت بنفسه أو لحق لزمه لم يحرم ما هو خير في الدنيا ، لذة العبادة ومحبة الحق عز وجل ، وفي الآخرة الدرجات العلى . وقيل لعامر بن عبد قيس : لقد رضيت من الدنيا باليسير . قال : أفلا أخبركم بمن رضي بدون ما رضيت؟ قالوا : بلى . قال : من رضي الدنيا حظاً من الآخرة . ٧٦ قوله : { لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ الفرحين } [ ٧٦ ] قال : من فرح بغير مفروح استجلب حزناً لا انقطاع له ، وليس للمؤمن راحة دون لقاء الحق جل وعز . وحكي عن الأعمش قال : كنا نشهد جنازة فلا ندري من نعزي من حزن القوم . ٧٨ قوله تعالى : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عنديا } [ ٧٨ ] قال : ما نظر إلى نفسه أحد فأفلح ، ولا ادعى لنفسه حالاً فتم له . والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أحواله ، وأفعاله سبيل الفضل والإفضال ، ورؤية منة اللّه في جميع الأفعال؛ والشقي من زين نفسه وأحواله وأفعاله حتى افتخر بها ، وادعى ذلك لنفسه ، فشؤمه يهلكه يوماً ما وإن يهلكه في الوقت ، ألا ترى اللّه كيف حكى عن قارون بقوله : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عنديا } [ ٧٨ ] يعني الفضل ، وهو أنه كان أقرأهم للتوراة ، فادعى لنفسه فضلاً ، فخسف اللّه به الأرض ظاهراً ، وكم قد خسف بالأشرار وصاحبها لا يشعر بذلك ، وخسف الأشرار هو منع العصمة ، والرد إلى الحول والقوة بإطلاق اللسان في الدعاوي العريضة ، والعمى عن رؤية الفضل ، والقعود عن القيام بالشكر على ما أعطي ، فحينئذ يكون وقت الزوال . |
﴿ ٠ ﴾