سورة السجدة٥ قوله تعالى : { يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض } [ ٥ ] قال : يوحي من أمره إلى عبيده ما لهم فيه هدى ونجاة ، يطوي لمن رضي رزق القضاة بتدبير اللّه له ، وأسقط عنه سوء تدبيره ، ورده إلى حال الرضا بالقضاء والاستقامة في جريان المقدور عليه أولئك من المقربين ، وأن اللّه تعالى خلق الخلق من غير حجاب ، ثم جعل حجابهم تدبيرهم . ١٣ قوله تعالى : { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [ ١٣ ] قال : لو شئنا لحققنا دعاوي المحقين ، وأدحضنا براهين المبطلين . ١٥ قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الذين إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً } [ ١٥ ] قال : لا يجد العبد لذة الإيمان حتى يغلب علمه جهله ، ويكون الغالب على قلبه الرحمة . ١٦ قوله : { تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع } [ ١٦ ] قال : إن اللّه تعالى وهب لقوم هبة ، وهو أن أدناهم من مناجاته ، وجعلهم من أهل وسيلته وصلته ، ثم مدحهم إلى إظهار الكرم بأنه وفقهم على ما وفقهم له ، فقال : { تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع } [ ١٦ ] . قوله تعالى : { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } [ ١٦ ] قال : أي خوفاً من هجرانه وطمعاً في لقائه . ١٧ قوله عزَّ وجلَّ : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ ١٧ ] قال : أعينهم بما شاهدوا من ظاهر الحقائق ، وباطنها التي كشفت لهم من مكاشفات ، فرأوها وتمسكوا بها ، فقرّت أعينهم ، وسكنت إليها قلوبهم ، وغيرهم لا يعلمون ما أخفي لهم . واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾