سورة الصّافّات٨٤ قوله تعالى : { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ ٨٤ ] أي مستسلم مفوض إلى ربه بكل حال راجع لسره . ٨٨ قوله تعالى : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النجوم فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } [ ٨٨-٨٩ ] قال : وحكي عن محمد بن سوار عن أبي عمرو بن العلاء قال : معناه نظر إلى النبات ، كقوله : { والنجم والشجر يَسْجُدَانِ } [ الرحمن : ٦ ] وأراد بالنجم ما لا ساق له من النبات ، وبالشجر ما له ساق . ١٠٦ قوله : { إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين } [ ١٠٦ ] قال : يعني بلاء رحمة ، ألا ترون كيف بعثه على الرضى . قال : وبلغنا أنه مكتوب في الزبور : ( ما قضيت على مؤمن قضاء أحَبَّه أو كرهه إلا وهو خير له ) . وحكي أن اللّه تعالى أوحى إلى إبراهيم صلوات اللّه عليه : ما من أحد وسّعتُ إليه إلا أنقصت بقدره من آخرته ، ولو كنت أنت يا خليلي . وقال أبو يعقوب السوسي : جاءنا فقير ونحن بأرجَّان وسهل بن عبداللّه يومئذ بها ، فقال : إنكم أهل العناية فقد نزلت بي محنة ، فقال له سهل : في ديوان المحنة وقعت منذ تعرضت لهذا الأمر ، فما هي؟ قال : فتح لي شيء من الدنيا فاستأثرت به في غير ذوي محرم ففقدت إيماني وحالي . فقال سهل : ما تقول في هذا يا أبا يعقوب؟ فقلت : محنته بحاله أعظم من محنته بإيمانه . فقال لي سهل : مثلك يقول هذا يا أبا يعقوب؟ وسئل سهل عن الحال فقال : حال الذكر من العلم السكون ، وحال الذكر من العقل الطمأنينة ، وحال التقوى من الإسلام الحدود ، ومن الإيمان الطمأنينة . وقال : إذا كان للعبد حال فدخل عليه البلوى ، فإن طلب الفرج بحال دون تلك الحال فهو منه حدث . قيل : وكيف ذلك؟ قال : مثل أن يكون جائعاً فيطلب الشبع ، لأن درجة الجائع أعلى . ١٠٧ قوله : { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [ ١٠٧ ] قال : إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أحب ولده بطبع البشرية تداركه من اللّه فضله وعصمته حتى أمره بذبحه ، إذ لم يكن المراد منه تحصيل الذبح ، وإنما كان المقصود تخليص السر من حب غيره بأبلغ الأسباب ، فلما خلص السر له ورجع عن عادة الطبع فداه بذبح عظيم . ١٤٣ قوله : { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين } [ ١٤٣ ] قال : يعني من القائمين بحقوق اللّه تعالى قبل البلاء ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾