سورة الشورى٧ قوله : { لِّتُنذِرَ أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا } [ ٧ ] قال : ظاهرها مكة ، وباطنها القلب ، ومِنْ حوله الجوارح . فأنذرهم لكي يحفظوا قلوبهم وجوارحهم عن لذة المعاصي واتباع الشهوات . قوله : { وَتُنذِرَ يَوْمَ الجمع } [ ٧ ] ، قال : أي يوم جمع أهل الأرض على ذكره ، كجمع أهل السماوات . قوله : { فَرِيقٌ فِي الجنة وَفَرِيقٌ فِي السعير } [ ٧ ] قال : من غرس الشوك لا يجتني عنباً ، فاصنعوا ما شئتم ، فإن الطريق اثنان ، فأي طريق منهما سلكتموه وردتم على أهله . ٨ قوله : { وَلَوْ شَآءَ اللّه لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } [ ٨ ] قال : ظاهرها الكفر وباطنها حركات العبد وسكونه ولو شاء اللّه لجعلها كلها في طاعته { ولكن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } [ ٨ ] أي في طاعته { والظالمون } [ ٨ ] الذين يدعون الحول والقوة { مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [ ٨ ] على خلاف ، وهو السكون في الأمر ، والحركة في النهي . ٩ قوله : { وَهُوَ يُحْيِي الموتى } [ ٩ ] باطنها قلوب كل أهل الحق يحييها بذكره ومشاهدته ، قال : ولا تحيا النفوس حتى تموت . ١٣ قوله : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحاً } [ ١٣ ] فأول من حرم البنات والأمهات والأخوات نوح عليه السلام ، فشرع اللّه لنا محاسن شرائع الأنبياء . قوله : { والذي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وموسى وعيسى } [ ١٣ ] من إقامة الطاعة للّه وإقامة الإخلاص فيها ، وإظهار الأخلاق والأحوال . ٢٠ قوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } [ ٢٠ ] قال : حرث الآخرة القناعة في الدنيا ، والرضا في الآخرة ، وحرث الدنيا ما أريد به غيره . قال : ووجه آخر ، يعني من عمل للّه تعالى إيجاباً لا طلباً للجزاء صغر عنده كل مطلوب دون الحق عزَّ وجلَّ ، فلا يطلب الدنيا ولا الجنة ، وإنما يطلب النظر إليه ، وهو حظ ذهن نفس الروح ، وفهم العقل ، وفطنة القلب كما خاطبهم ، والاقتداء من غير أن كانت النفس الطبيعية حاضرة هناك ، غير أن للنفس منها حظاً لامتزاجها بتلك الأنوار ، مثل النسيم الطيب . ومن عمل لأجل الدنيا { نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخرة مِن نَّصِيبٍ } [ ٢٠ ] ، فتشتغل نفسه بتنعم الدنيا التي هي حظها من أجل النصيب في الآخرة ، وهو رؤية الحق على الأبد . ٢٣ قوله تعالى : { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى } [ ٢٣ ] قال : باطنها صلة السنة بالفرض . وحكي عن الحسن في هذه الآية قال : من تقرب إلى اللّه بطاعته وجبت له محبته . قوله : { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } [ ٢٣ ] قال : يعني معرفة حاله في عمله ، وقبل دخوله فيه ، وبعد فراغه منه أنه سقيم أو صحيح . ٢٤ قوله تعالى : { فَإِن يَشَإِ اللّه يَخْتِمْ على قَلْبِكَ } [ ٢٤ ] قال : يختم على قلبك الشوق والمحبة ، فلا تلتفت إلى الخلق ، ولا تشتغل في حبهم وإتيانهم . ٥٢ قوله : { وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ ٥٢ ] أي تدعو إلى ربك بنور هدايته . |
﴿ ٠ ﴾