سورة الدّخان

٣

قوله تعالى : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } [ ٣ ] قال : أنزل اللّه ليلة القدر القرآن جملة إلى بيت العزة في سماء الدنيا من اللوح المحفوظ على أيدي الملائكة السفرة ، وأنزل على روح محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو الروح المبارك ، فسماها ليلة القدر مباركة لاتصال البركات بعضها ببعض .

٨

قوله تعالى : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ } [ ٨ ] قال : لا إله على الحقيقة إلا من يقدر على الإيجاد من العدم ، وعلى العدم من الإيجاد .

١٠

قوله تعالى : { يَوْمَ تَأْتِي السمآء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } [ ١٠ ] قال : الدخان في الدنيا قسوة القلب والغفلة عن الذكر ، ولا عقوبة أعظم في الدنيا من فساد القلب . وقد حكي عن أويس القرني وهرم بن حيان أنهما التقيا يوماً ، فقال هرم لأويس : ادعُ اللّه . فقال : يصلح لك نيتك وقلبك فلن تعالج شيئاً أشد منهما ، بينما قلبك مقبل إذ هو مدبر ، وبينما هو مدبر إذ هو مقبل ، ولا تنظر إلى صغير الخطيئة ، وانظر إلى عظمة من عصيت ، فإنك إن عظمتها فقد عظمت اللّه تعالى ، وإن صغرتها فقد صغرت اللّه تعالى .

٢٤

قوله : { واترك البحر رَهْواً } [ ٢٤ ] طريقاً ساكناً ، وباطنها : اجعل القلب ساكناً إلى تدبيري

{ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } [ ٢٤ ] يعني المخالفين عن توالي تدبير أنفسهم .

٤٢

قوله : { إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللّه } [ ٤٢ ] أي من علم اللّه في سابق علمه أنه مرحوم ، أدركته في العاقبة بركة تلك الرحمة ، حيث جعل المؤمنين بعضهم شفعاء بعض .

﴿ ٠