سورة محمد١ قوله تعالى : { الذين كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّه أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } [ ١ ] قال : أضلها في إطلاق القول بلا حقيقة معه . ٥ قوله : { سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } [ ٥ ] قال : يعني سيهديهم في قبورهم لجواب منكر ونكير ويصلح بالهم . قال : أي صلح يسرع لهم في القلب بمباشرة الجزاء ، وفي الآخرة بلذة اللقاء عند تجلي المكاشفة كفاحاً ، والتولي لهم عند ذلك . ١١ قال : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّه مَوْلَى الذين آمَنُوا } [ ١١ ] أي بالرضى والمحبة والحفظ على مقام القرب . ١٣ قوله : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ التي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } [ ١٣ ] في الآية دليل على تفضيله على الكليم ، لأنه لم يخرج خوفاً منهم ، كما خرج موسى عليه السلام ، ولكنه خرج كما قال اللّه تعالى : { أَخْرَجَتْكَ } [ ١٣ ] ولم يقل خرجت ولا جزعت ، لأنه للّه وباللّه في جميع أوقاته ، فلم يجز منه التفات إلى الغير بحال ما . ١٤ قوله : { أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } [ ١٤ ] قال : المؤمن على بيان من ربه ، ومن كان على بينة من ربه لزم الاقتداء بالسنن . ١٥ قوله : { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } [ ١٥ ] قال : المغفرة من ربهم في الجنة ما يغشاهم عند النظر إلى الحق من أنواره . ١٩ قوله : { واستغفر لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات } [ ١٩ ] قال : يعني استغفر من همة نفس الطبع . قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( ما منا إلى من همّ فعصى ) ، يعني همت نفسه عليه على قلبه بحظها من عاجل شهوتها بشيء دونه ، ثم أعرض عن ذلك واستغفر اللّه ، كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر اللّه تعالى في كل يوم سبعين مرة ) . قوله تعالى : { فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلأ اللّه } [ ١٩ ] قال : الخلق كلهم موتى إلا العلماء ، ولذلك دعا نبيه صلى اللّه عليه وسلم إلى محل الحياة بالعلم بقوله : { فاعلم } [ ١٩ ] . ٢٤ قوله : { أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [ ٢٤ ] قال : إن اللّه تعالى خلق القلوب وأقفل عليها بأقفال ، وجعل مفاتيحها حقائق الإيمان ، فلم يفتح بتلك المفاتيح على التحقيق إلا قلوب أوليائه والمرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين والصديقين وسائر الناس يخرجون من الدنيا ، ولم تفتح أقفال قلوبهم ، والزهاد والعباد والعلماء خرجوا منها وقلوبهم مقفلة ، لأنهم طلبوا مفاتيحها في العقل ، فضلوا الطريق ، ولو طلبوه من جهة التوفيق والفضل لأدركوه ، والمفتاح أن تعلم أن اللّه قائم عليك ، رقيب على جوارحك ، وتعلم أن العمل لا يكمل إلا بالإخلاص مع المراقبة . ٣٣ قوله : { أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرسول } [ ٣٣ ] أي في تعظيم اللّه ، { وَلاَ تبطلوا أَعْمَالَكُمْ } [ ٣٣ ] أي برؤيتها من أنفسكم ومطالبة الأعواض من ربكم ، فإن العمل الخالص الذي لم يطلب به العوض . ٣٨ قوله تعالى : { واللّه الغني وَأَنتُمُ الفقرآء } [ ٣٨ ] قال : معرفة السر كله في الفقر ، وهو سر اللّه ، وعلم الفقر إلى اللّه تعالى تصحيح علم الغنى باللّه عزَّ وجلَّ . واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾