سورة المجادلة

٩

قوله عزَّ وجلَّ : { وَتَنَاجَوا بالبر والتقوى } [ ٩ ] قال : بذكر اللّه وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

١٠

قوله تعالى : { إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان } [ ١٠ ] قال : النجوى إلقاء من العدو إلى نفس الطبع كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( للملك لمة وللشيطان لمة ) .

٢٢

قوله تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللّه واليوم الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللّه وَرَسُولَهُ } [ ٢٢ ] قال : كل من صح إيمانه فإنه لا يأنس بمبتدع ويجابهه ، ولا يؤاكله ولا يشاربه ولا يصاحبه ، ويظهر له من نفسه العداوة والبغضاء ، ومن داهن مبتدعاً سلبه اللّه حلاوة السنن ، ومن تحبب إلى مبتدع يطلب عزة في الدنيا وعرضاً ، أذله اللّه بذلك العز ، وأفقره اللّه بذلك الغنى ، ومن ضحك إلى مبتدع نزع اللّه نور الإيمان من قلبه ، ومن لم يصدق فليجرب .

قوله تعالى : { أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } [ ٢٢ ] قال : كتب اللّه الإيمان في قلوب أوليائه سطوراً ، فالسطر الأول التوحيد ، والثاني المعرفة ، والثالث الصدق ، والرابع الاستقامة ، والخامس الصدق ، والسادس الاعتماد ، والسابع التوكل . وهذه الكتابة هي فعل اللّه لا فعل العبد ، وفعل العبد في الإيمان ظاهر الإسلام ، وما يبدو منه ظاهراً وما كان منه باطناً فهو فعل اللّه تعالى . وقال أيضاً : الكتابة في القلب موهبة الإيمان التي وهبها اللّه منهم قبل أن خلقهم من الأصلاب والأرحام ، ثم أبدى بصراً من النور في القلب ، ثم كشف الغطاء عنه حتى أبصروا ببركة الكتابة ونور الإيمان المغيبات . وقال : حياة الروح بالذكر ، وحياة الذكر بالذاكر وحياة الذاكر بالمذكور ، رضي اللّه عنهم بإخلاصهم له في أعمالهم ، ورضوا عنه بجزيل ثوابه لهم على أعمالهم .

{ أولئك حِزْبُ اللّه } [ ٢٢ ] الحزب الشيعة ، وهم الأبدال ، وأرفع منهم الصديقون .

{ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ المفلحون } [ ٢٢ ] يعني هم الوارثون أسرار علومهم المشرقون على معاني ابتدائهم وانتهائهم .

واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٠