سورة الصف٢ قوله تعالى : { ياأيها الذين آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } [ ٢ ] قال : إن اللّه هدد عباده على دعواهم من غير تحقيق ، والدعوى أن يلزمه اليوم حق من حقوق اللّه براءة وتوبة من كل ذنب ارتكبه ، فيقول غداً أعمل ، وما من أحد ادعى إلا وقد ضيع حق اللّه من وجهين ، ظاهر وباطن ، ولا يكون المدعي خائفاً ، ومن لم يكن خائفاً لم يكن آمناً ، ومن لم يكن آمناً لم يكن يطلع على الجزاء . وقال : طلاب الآخرة كثيرة ، والذي يتولى اللّه كفايته عبدان ، عبد ساذج غير أنه صادق في طلبه ، متوكل على اللّه ، فيصدقه فيكفيه مولاه ، ويتولى جميع أموره؛ وعبد عالم باللّه وبأيامه وأمره ونهيه ، كفاه اللّه كل شيء من هذه الدنيا ، فإذا صار إلى الآخرة ما سوى هذين لا يعبأ اللّه بهم ، لأنهم يدعون ما ليس لهم . وقال ابن عيينة في هذه الآية : لم تقولون ما ليس الأمر فيه لكم ، لا تدرون تفعلون ذلك أم لا تفعلون . ٨ قوله تعالى : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللّه بِأَفْوَاهِهِمْ } [ ٨ ] يعني جحدوا ما ظهر لهم من حجة النبي صلى اللّه عليه وسلم بألسنتهم ، وأعرضوا عنه بنفوسهم ، فقيض اللّه لقبوله أنفساً أوجدها على حكم السعادة ، وقلوباً زينها بأنوار معرفته ، وأسرار نورها بالتصديق ، فبذلوا له المهج والأموال كالصدّيق والفاروق وأجلة الصحابة رضي اللّه عنهم . ١٤ قوله تعالى : { كونوا أَنصَارَ اللّه } [ ١٤ ] قال : يعني بالقبول منه ، والاستماع إليه بطاعته فيما يأمركم به وينهاكم عنه ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾