٩

قوله تعالى : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ فاتخذه وَكِيلاً } [ ٩ ] أي كفيلاً بما وعدك من المعونة على الأمر ، والعصمة عن النهي ، والتوفيق للشكر ، والصبر في البلوى ، والخاتمة المحمودة . ثم قال : في الدنيا الجنة والنار ، فالجنة والعافية أن تولي اللّه أمرك ، والنار البلوى ، والبلوى أن يكلك إلى نفسك . قيل : فما الفرج؟ قال : لا تطمع في الفرج وأنت ترى مخلوقاً ، وما من عبد أراد اللّه بعزم صحيح إلا زال عنه كل شيء دونه ، وما من عبد زال عنه كل شيء دونه إلا حق عليه أن يقوم بأمره ، وليس في الدنيا مطيع للّه وهو يطيع نفسه ، ولا يتباعد أحد عن اللّه إلا بالاشتغال بغير اللّه ، وإنما تدخل الأشياء على الفارغ ، وأما من كان مشغول القلب باللّه لم تصل إليه الوسوسة وهو في المزيد أبداً ، واحفظ نفسك بالأصل . قيل له : ما هو؟ قال : التسليم لأمر اللّه ، والتبري ممن سواه .

واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٩