سورة الإنسان (الدّهر)

٥

قوله تعالى : { إِنَّ الأبرار يَشْرَبُونَ } [ ٥ ] الآية . قال : الأبرار الذين تخلقوا بخلق من أخلاق العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالجنة . قيلك فما أول شيء ينبغي من الأخلاق؟ فقال : احتمال المؤونة ، والرفق في كل شيء ، والحذر أن لا يميل في رفعه إلى هواه في هذه الخصال اكتساب العقل . ثم لا بد من ثلاثة أخرى فيها اكتساب المعرفة واستعمال العلم والحلم والتواضع ، ثم لا بد من ثلاثة أخرى فيها أحكام التعبد السكينة والوقار والإنصاف . وقال : من كان فيه ثلاث خصال لم يأكل التراب جسده ، كف الأذى عن الناس ، ثم احتمال أذاهم ، ثم اصطناع المعروف معهم .

٧

{ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } [ ٧ ] قال : البلايا والشدائد في الآخرة عامة ، والسلامة منها خاص الخاص .

١١

قوله تعالى : { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ ١١ ] قال : نضرة في الوجوه وسروراً في القلب .

١٨

قوله تعالى : { عَيْناً فِيهَا تسمى سَلْسَبِيلاً } [ ١٨ ] وقال : حكي عن المسيب أنه قال : هي عن يمين العرش من قصب من ياقوت . قال سهل : نبه اللّه به عباده المؤمنين ، ثم قال : سلوا ربكم السبيل إلى هذه العين .

٢١

قوله تعالى : { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ ٢١ ] قال سهل : نهى اللّه عباده عن نجاسة خمور الدنيا بما فرق بين الطاهر والطهور ، وبين خمور الجنة وخمور الدنيا نجاسة ، فإن خمور الدنيا نجسة تنجس شاربها بالآثام ، وخمور الجنة طهور تطهر شاربها من كل دنس ، وتصلحه لمجلس القدس ومشهد العز . وصلى سهل صلاة العتمة فقرأ قوله تعالى :

{ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ ٢١ ] فجعل يحرك فاه كأنما يمص شيئاً ، فلما فرغ من صلاته قيل له : أتشرب في الصلاة؟ فقال : واللّه لو لم أجد لذته عند قراءته كأني عند شربه به ما فعلت ذلك .

واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٠