٦

قوله تعالى : { ياأيها الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكريم } [ ٦ ] قال : أي ما غرك بدونه فقطعك عنه مع لطفه وكرمه .

قيل له : ما القاطع؟ قال : العبد للّه واللّه لعبده ، وليس شيء أقرب إليه من قلب المؤمن ، فإذا حضر الغير فيه فهو الحجاب ، ومن نظر إلى اللّه بقلبه بَعُدَ عن كل شيء دونه ، ومن طلب مرضاته أرضاه بحلمه ، ومن أسلم إلى اللّه تعالى قلبه تولى جوارحه فاستقامت ، وإنما شهدت قلوبهم على قدر ما حفظوا من الجوارح .

ثم قال : ألزموا قلوبكم ، نحن مخلوقون وخالقنا معنا ، ولا تملوا من أعمالكم ، فإن اللّه شاهدكم حيثما كنتم ، وأنزلوا به حاجاتكم ، وموتوا على بابه ، وقولوا : نحن جهال وعالمنا معنا ، ونحن ضعفاء ومقوينا معنا ، ونحن عاجزون وقادرنا معنا ، فإن من لزمها كان الهواء والفضاء والأرض والسماء عنده سواء .

وقال عمر بن واصل تلميذ سهل : إذا قرأ هذه الآية قال : غرني الجهل بترك العصمة منك .

﴿ ٦