سورة الانشقاق٢ قوله تعالى : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } [ ٢ ] أي سمعت لربها وأجابت بالامتثال بأمره وحق لها أن تفعل . ٦ { ياأيها الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً } [ ٦ ] أي ساعٍ بعملك إلى ربك سعياً { فَمُلاَقِيهِ } [ ٦ ] بسعيك فانظر في سعيك يصلح للجنة ولقربه أم للنار وبعده . وقد قال عمارة ابن زادان : قال لي كهمس : يا أبا سلمة أذنبت ذنباً فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة . قلت : ما هو يا أبا عبد اللّه؟ قال : زارني أخ لي فاشتريت له سمكاً مشوياً بدانق ، فلما أكل قمت إلى حائط جاري ، فأخذت منه قطعة ، فغسل بها يده ، فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة . ٧ قوله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } [ ٧-٨ ] أي نغفر ذنوبه فلا نحاسبه بها ، كما روي في الخبر أن اللّه تعالى إذا أراد أن يستر على عبد يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ، ثم غفرها له . ٩ { وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [ ٩ ] في الجنة بتحقيق ميعاد اللقاء ، وبما نال من الرضا . واعلم أن اللّه له عباد لا يوفقون موافقة ، ولا يحسون بهول من أهوال يوم القيامة من الحساب والسؤال والصراط ، لأنهم له وبه ، لا يعرفون شيئاً سواه ، ولا لهم دونه اختيار . ١٩ قوله عزَّ وجلَّ : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } [ ١٩ ] قال : باطنها لترفعن درجة فوق درجة في الجنة ، ولتحولن من حال إلى حال أشرف منها وأسر ، كما كنتم في الدنيا ترفعون من درجة إلى درجة أعلى منها ، من طمع وخوف وشوق ومحبة . واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾