سورة البلد

١

قوله تعالى : { لاَ أُقْسِمُ بهذا البلد } [ ١ ] قال : يعني مكة .

٢

{ وَأَنتَ حِلٌّ بهذا البلد } [ ٢ ] يعني يوم فتح مكة جعلناها لك حلالاً تقتل فيها من شئت من الكفار كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( إنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار ) ، فأقسم اللّه تعالى بمكة لحلول نبيه فيها إعزازاً له وإذلالاً لأعدائه .

٣

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } [ ٣ ] قال : الوالد : آدم ، وما ولد : محمد صلى اللّه عليه وسلم .

٤

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ } [ ٤ ] أي في مشقة وشدة . قال : الكبد الانتصاب ، أي لقد خلقناه في بطن أنه منتصباً . كما قال مجاهد : إن الولد يكون في بطن أمه منتصباً كانتصاب الأم ، وملك موكل به ، إذا اضجعت الأم رفع رأسه ، ولولا ذلك لغرق في الدم .

١٠

قوله تعالى : { وَهَدَيْنَاهُ النجدين } [ ١٠ ] قال : بيّنّا له طريق الخير ليتبعه ، وطريق الشر ليجتنبه ، كما قال : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } [ الإنسان : ٣ ] . وقيل : يعني التدبير .

١١

قوله تعالى : { فَلاَ اقتحم العقبة } [ ١١ ] قال : أي فهلا جاوز الصراط والعقبة دونها ، وفي الباطن عقبتان ، إحداهما : الذنوب التي اجترحها ، يعني بين يديه كالجبل يجاوزها بعتق رقبة ، أو إطعام في يوم ذي مجاعة وشدة مسكيناً قد لزق بالتراب من الجهد والفاقة ، ويتيماً بينه وبينه قرابة ، والعقبة الأخرى : المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول اللّه وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى .

١٤

{ أو إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } [ ١٤ ] ضرورة الإيمان قواماً ، لا ظلماً وطغياناً بلذة نفس الطبع .

١٦

{ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } [ ١٥ ] فاليتيم هاهنا القلب ، طعامه الوفاء ، والمسكين العارف المتحير ، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند اللّه وعند الخلق

{ ذَا مَتْرَبَةٍ } [ ١٦ ] .

١٧

قوله تعالى : { وَتَوَاصَوا بالصبر وَتَوَاصَوا بالمرحمة } [ ١٧ ] قال : يعني بالصبر على أمر اللّه ، والتراحم بين الخلق .

وقد سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما الإسلام؟ فقال : ( الصبر والسماح . فقيل : ما الإيمان؟ فقال : طيب الكلام وإطعام الطعام ) قال سهل : وأطيب الكلام ذكر اللّه تعالى .

١٨

{ أولئك أَصْحَابُ الميمنة } [ ١٨ ] قال : يعني الميامنين على أنفسهم من أهوال ذلك اليوم ، لا يحسون بدونه ، كما كانوا في الدنيا حياة بحياة ، وأزلية بأزلية ، وسراً بسر .

واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٠