سورة الهمزة

١

قوله تعالى : { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ } [ ١ ] يعني المغتاب إذا غاب الرجل عنه اغتابه .

{ لُّمَزَةٍ } [ ١ ] يعني الطاعن إذا رآه طعن فيه ، نزلت في الوليد بن المغيرة .

٢

{ الذى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } [ ٢ ] قال : استعبد ماله لدنياه .

٣

{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } [ ٣ ] قال : أي أخلده لدار البقاء . وقيل : أخلده من الموت .

٦

قوله تعالى : { نَارُ اللّه الموقدة } [ ٦ ] أي لا تخمد بأكل الجلد واللحم ، حتى يخلص حرها إلى القلوب . والنيران أربعة : نار الشهوة ونار الشقاوة ونار القطيعة ونار المحبة . فنار الشهوة تحرق الطاعات ، ونار الشقاوة تحرق التوحيد ، ونار القطيعة تحرق القلوب ، ونار المحبة تحرق النيران كلها .

ولقد حكي أن علي بن الحسين رضي اللّه عنه دخل مغارة مع أصحاب له ، فرأى امرأة في المغارة وحدها ، فقال لها : من أنت؟ قالت : أمة من إماء اللّه ، إليك عني لا يذهب الحب . فقال لها علي رضي اللّه عنه : وما الحب؟ قال : أخفى من أن يرى ، وأبين من أن يخفى ، كمونه في الحشاء ككمون النار في الحجر ، إن قدحته أورى وإن تركته توارى ، ثم أنشأت تقول :

[ من البسيط ]

إنَّ المحبينَ في شغلٍ لسيِّدهم ... كَفِتيَة الكهفِ لا يدرون كم لبثوا

﴿ ٠