سورة الماعون١ قوله تعالى : { أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدين } [ ١ ] قال : أي بالحساب يوم يدان الناس . ٢ { فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم } [ ٢ ] أي يدفعه عن حقه . ٣ { وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين } [ ٣ ] أي لا يطعم مسكيناً ، نزلت في العاص بن وائل . ٤ { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [ ٤-٥ ] قال : هم المنافقون ، غافلون عن مراعاة أوقات الصلاة ومراعاة حقوقها ، وهذا وعيد شديد ، إذ ليس كل من كان في صورة المطيعين واقفاً مع العابدين ، كان مطيعاً مقبول العمل . وفي زبور داود عليه السلام : قل للذين يحضرون الكنائس بأبدانهم ، ويقفون مواقف العباد وقلوبهم في الدنيا : أبي يستخفون؟ أم إياي يخدعون؟ . وفي الخبر : ليس لأحد من صلاته إلا ما عقل . ٦ قوله تعالى : { الذين هُمْ يُرَآءُونَ } [ ٦ ] قال : هو الشرك الخفي ، لأن المنافقين كانوا يحسنون الصلاة في المساجد ، فإذا غابوا عن أعين المسلمين تكاسلوا عنها ، ألا ترى كيف أثبتهم أولاً مصلين ، ثم أوعدهم بالوعيد . واعلموا أن الشرك شركان : شرك في ذات اللّه عزَّ وجلَّ ، وشرك في معاملته ، فالشرك في ذاته غير مغفور ، وأما الشرك في معاملته قال : نحو أن يحج ويصلي ويعلم الناس ، فيثنون عليه ، هذا هو الشرك الخفي . وفي الخبر : أخلصوا أعمالكم للّه فإن اللّه لا يقبل من العمل إلا ما خلص ، ولا تقولوا هذا للّه ، وللرحم إذا وصلتموه فإنه للرحم ، وليس منه شيء . وقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين قال له : أوصني يا رسول اللّه ، قال : ( أخلص للّه يكفيك القليل من العمل ) . ٧ قوله تعالى : { وَيَمْنَعُونَ الماعون } [ ٧ ] قال : الماعون متاع البيت . وقيل : هو الزكاة ، وهو المال بلغة الحبش ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٠ ﴾