٢ { وَرَأَيْتَ الناس } [ ٢ ] وهم أهل اليمن . { يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّه أَفْوَاجاً } [ ٢ ] زمراً ، القبيلة بأسرها ، والقوم بأجمعهم ، فانصر روحك على نفسك بالتهيؤ للآخرة لأنه منها ، فالنفس تريد الدنيا لأنها منها ، والروح تريد الآخرة لأنه منها ، فانصر على النفس وافتح له باب الآخرة بالتسبيح والاستغفار لأمتك . وكان يستغفر بعد ذلك ويسبح بالغداة مائة مرة ، وبالعشي مائة مرة ، واجتهدَ في العبادة ليلاً ونهاراً حتى تورمت قدماه ، واحمرت عيناه ، واصفرت وجنتاه ، وقلّ تبسمه ، وكثر بكاؤه وفكرته . وقد حكي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال : لما نزلت هذه السورة واستبشر بها أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم بكى أبو بكر رضي اللّه عنه بكاء شديداً فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( ما يبكيك؟ قال : نعيت لك نفسك يا رسول اللّه . فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : صدقت ) ، ثم قال : ( اللّهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) ، وهذا تعليم لأمته بالدين والتسبيح . وقد قال الربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى : أقلوا الكلام إلا من تسع : سبحان اللّه ، والحمد للّه ، ولا إله إلا اللّه ، واللّه أكبر ، وقراءة القرآن ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، ومسألة خير ، وتعوذ من شر . |
﴿ ٢ ﴾